بسم الله الرحمن الرحيم ..
قال تعالى (اقرأ باسم ربك الذي خلق )
صدق الله العظيم ..
السلام عليكم ..
منبوذ مـُبعد ممقوت ..
أسيراً كسر السجان قنديل حجرته المحاطة بالظلام
حجب ثقب الشمس عنه , أخرس يهذي خلف الحيطان
ينتحب وحيداً وسط اصفاد الرفوف , يتكئ التراب عليه
وأرضة الارض تأكل ساعديه , وإن خرج من خلوة المنفى
سلخ الجلاد ظهره ثم يلقيه صريعاً يلفظ النفس الاخير بين
النفايات ...
مفتاح باب كل علم وثقافة ..
من المنصف أن يُزج بمن أقترف جرما زنزانة سجن
أو أن ينبذ من أعتاد على القيام بأفعال قبيحة وغير سوية
ومن المنصف أيضاً أن ينفى عن وطنه من أقدم على خيانته
لكن لا يـُعد إنصافاً أن يقام بسجن من لا جرم له أو ينبذ من
لم يقدم على فعل قبيح وينفى من يـدِين بالولاء للإنسان للوطن
للحياة وإلا لكانت العدالة ضمير مفقود تقديرهُ لا يوجــد .
فماذا لو كان ذلك المنفي الممقوت المنسي مفتاح باب كل
علم وثقافة ..؟ عندهــا ستحل الكارثة وتصيب لعنة الجهل
عــــــــالم البشـــــــر ...
ليس ألامــر بالفرضية الاحوج الى برهــان وتجـــربة
حتى تتحول إلى مسلمة مسلم بثبوت حقيقتها , وإنما
الامــــــر هو توقف عند محطة من محطات الادب
الكـــــــتاب ..
الذي أصبح أشبه بحال منفي ينتظـــــــر الموت وحيداً
في جزيرة مهجورة تصارع الاعاصير في كبد المحيط .
..........
مغزى الكلام وصلب الموضوع ....
ها نحن على وشك رسم الملامح الاخيرة للوحة المكتوبة
على الورق هنا وهناك , ولكن مـا زال هناك متسع من
الوقت لتوضيح بسيط عن القرأة والتي هي مغــزى الكلام
وصلب المــوضوع
القراءة : هي نافذة تطلع القارئ على ما عند الآخرين
بكل يسر وسهولة , وهذا ما دعا الية ديننا الحنيف فأول
أية نزلت على رسولنا الكريم صلوات ربي وسلامه عليه
هي (اقرأ) فالقرأة تعدت الى كونها حاجة الى اعتبارها
ضرورة في هذا العصر الحديث .. فالقرأة هي مفتاح العلوم
والمعارف المتنوعة , والقرأة كانت ومازالت من أهم وسائل
نقل ثمــرات العقل البشــري وادابة وفنونة ومنجزاته
ومخترعاته وهي الصفة التي تميز الشعوب المتقدمة
التي تسعى دوما للرقي والصدارة ..
.........
القرأة هي الرياضة العقلية .
القرأة هي الرياضة العقلية التي تحفظ للعقل مكانته التي
من أجلها خــُلق وبها كان الانســان هو الإنسان دون
سواه ,
القرأة هي المشي العقلي والعدو الفكري الذي يحفظ لياقة
الفكــر قوياً نظراً صلباً دون ترهل فكري او شيخوخة عقلية
مبكرة
القرأة هي الزاد المعرفي والبذر الذي يطرح أفكاراً يانعة تؤتي
اُكلها في كل حين وفي كل مــكان ..
......
وأنت تقرأ ....
وأنت تقرأ فهذا يعني أنك تفكــــــر , أنك تشغّل الآلة التي
تنتج الافكــار بسهولة ولياقة .
وأنت تقرأ هذا يعني أنك موجود بمعنى أن وجودك له معنى
وهدف
............
لا فائدة من الآلة التي لاتؤدي وظيفتها ..!
القرأة هي الوقود الذي يحرك العقل وينشط الفكر
ويمده بالطاقة اللازمة للتأمل والتفكير والابداع
وبما ان كل آلة تستمد وجودها وأهميتها من خلال
الوظيفة التي تؤديها ,فان وظيفة العقل هي التفكير
ولا شيء ســواه فالعقل الذي لا يفكر يشبه المصباح
الذي لا يضيئ والساعة التي لا تعمل ..
..........
الخاتمة
ربما سيكون الامر صعباً على كل من أتخذ الجهل صديق
له أن يتنازل عن صديقة بسهولة ويتخذ الكتاب صديق ورفيق
درب لا يفترقان ابداً فإننا إذا لم نقرأ ونقرأ ولا نتوقف عن القرأة
ولن نمل من ترديد هذه الدعوة للقرأة لن نجد سبيلا للتقدم والتطور
لأن كل حرفة ووظيفة تتطلب المعرفة وتتطلب مزيدا منها كل يوم
في ظل هذا العصر عصر الانفجار المعرفي ..
.............
في الاخير
اتمنى للجميع التوفيق
وحتى الملتقى لكم مني احلى واطيب وارق المنى