بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
مقدمة
بداية ايها القارئ الكريم اود الاشارة الى ان
الحديث عن هذه الفكرة بقصد إبرازها وتعليل
مقتضاها -في هذه العجالة -امر في غاية الصعوبة
؛ويستحيل إيفاؤها حقها في السطور القليلة,وإني
لأعترف لك سلفاً بأني ظالم للفكرة .كيف لا؟
والموضوع ذو شجون ؛ويحتاج إلى صفحات
وليس سطور ؛إلى بحث وليس إلى مقال للإلمام
به من جميع جوانبه ......
قبل ان ادخل الى الموضوع اريد ان اُعرفكم كيف دخلت الى الحياة .
دخلت الى الحياة من بوابة الاحلام الكبيرة
لأجدها اشد شراسة وقسوة ومغايرة تماماً
لتلك الصورة التي رسمتها في مخيلتي الصغيرة
وفجأة وجدت نفسي وسط عاصفة من متطلبات
الحياة ومقتضيات العمل الذي اخذني الى زوايا
واماكن اخرى ليست بعيدة عن طموحاتي ولكنها
كذلك ليست بالقرب الذي اتمناه .
المثقف العربي ...
إذا كان المبدع والاديب في العالم اجمع لا يشعر
في الغالب بأن صوته مسموع كما يجب فإن الحالة
عند المثقف العربي تظل أكثر فضاعة في ظل قوانين
المجتمع التي لا زالت تسيطر عليها الكثير من القيم
التي لا تجعل للكلمة مكاناً وتفسح كل المكان لصوت
القوة المادية بمختلف أشكالها وصورها .
لُب الموضوع ...
مــــا الجدوى من الكتابة الادبية ....؟
بإعتقادي ليس هناك جدوى مادية في المجال الادبي
عموماً ولكن الادب والكتابة الادبية على وجة الخصوص
هي تلبية لأحتياجات ذاتية ونفسية ومحاولة لاختلاس
واقتناص بعض اللحظات التي لا نريد ان تموت من
زمننا المفقود الذي نبحث عنه دائما ً من خلال تقليب
صفحات الذاكرة وتلوين العالم كما نريد في محاولة
إفتراضية لقهر محددات الحياة وبشاعتها التي تُلقي
بضلالها السوداءعلينا في كل ثانية ...
إننا نحاول أن نقول شيئاً فيزحمة الحياة وضجيجها
ربما تُسمع في يوم ما او ربما لا تُسمع ابدا.
الخاطرة النثرية والقصة ..
عنصران من اهم ركائز الادب في هذا العصر ..
ما زالا يبحثا عن مكان اوسع في عالم الادب .
اولاً:القصة ..
هي عمل ادبي وفكري في الغالب تنحو الى احتضان
قضايا الناس واشجانهم على الصعيد الجماعي والمستوى
الفردي من خلال المواقف البسيطة في صور تعبيرية
خاصة ومتميزة حيث يلجأ الكاتب الى إستخدام ضمير
المتكلم في قصته وكأنه يجد ذاته فيها , وصراعات الذات
الداخلية هي التي تحركه , وحين يصف الواقع الخارجي
فإنه يصفه من منظور ذاتي وبإدوات فنية راقية .
ومن هنا يتجلى الابحار للمتلقي في عالم فن القصة
بالمتعة وتصل هذه المتعه أحياناً حد الدهشة , ولا
ينطبق هذا القول الا على ذلك النص القصصي
البديع والجيد المشتمل على كل عناصر التكوين ..
ثانياً:الخاطرة النثرية ...
نو ع جديد من انواع الشعر الحديث
لا تختلف عن الاشكال الاخرى من حيث
ترجمة الاحاسيس ولها مكان مرموق كغيرها
من القصائد والخواطر العمودية ,, الا ان
وجودها واساسها في المشهد لا يكاد يُذكر
الى حد الان وتكمن مشكلتها في صعوبة
فهم الناس لها ولا تجد لها اثراً على المستوى
الاعلامـــــــــــــــي ..
المثقف ..آه من هذه الكلمة
مثقف.. بصراحة عجزت عن ان اجد معنى لها
فكلمة مثقف اصبحت مطاطة الى حد لا يُطاق
لذلك لا جدوى كما اظن من العناء في إستكشاف
معانيها ....
حتى الملتقى لكم مني احلى واطيب وارق المنى .