) مولد الرسول صلى الله عليه وسلم نوعان : ولادة الجسد، وهي في ربيع الأول، وولادة النبوة والرسالة، وكان عمره (40 ) سنة، ولكن كانت تظهر عليه قبل ذلك علامات ومبشرات النبوة ، ففي طفولته كان يمشي فيسمع الشجر والحجر يسلّم عليه بالرسالة والنبوة ..
وحين بلغ الأربعين حُبّب إليه الاختلاء في غار حراء، ووقع في قلبه حبّ الله حتى اشتهر ذلك في قريش،وقالوا : إنّ محمداً قد عشق ربه.
) يجب علينا في شهر المولد ، شهر نزول الرحمة الإلهية بالولادة المحمدية ، أن نقيم المولد الحقيقي بأن نعمل بالدعوة إلى الله في منازلنا ، ومع أصحابنا ، وفي أسواقنا ، وأينما كنا ، بل ينبغي للمؤمن أن تكون سنته كلها ربيع الأول ، بل أن يكون عمره كله ربيعًا ، وأن يولد في قلوبنا حبّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بالعمل والاتباع ، وأن يولد في عقولنا فَهْمُ طريقة الدعوة إلى الله عز وجل (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً * وَدَاعِياً إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجاً مُّنِيراً) [الأحزاب /45-46]. أي إنّ الشمس تقلب الليلَ وظلامَه إلى نـهار وضياء ..
فكن شمس رفاقك ، وشمس سوقك ، وبذلك تكون مسلما ً، لأنّ الإسلام معناه الاستجابة لما يحبه الله ، ولما يأمرنا به ..
فإذا استجبت لكلام الله عندما يقول لك : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْراً كَثِيراً) [الأحزاب /41] ، وعندما يقول لك :
(وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) [النور 4/56] ، تكون مسلماً لأنك استجبت لله ..
فأسأل الله أن يجعلنا مسلمين بالعمل ، والعمل يكون بالعلم ، والعلم يكون بالمعلم ، ولن تنتفع من المعلم ما لم ترتبط به برابطة الحب .. فإذا لم تحب فلن تتعلم ، وإذا لم تحب فلن تقتدي ..
ولذلك كان من دعاء الرسول صلى الله عليه وآله وسلم : "اللهم إني أسألك حبك وحبك من يحب يحبك وحب عمل يقربني إلى حبك.."(1)
5) لقد كانت ولادة الرسول صلى الله عليه وسلم في شهر ربيع ، وكما أنّ الربيع ينبت الأزهار ويورق الأشجار ، ثم يعطي الثمار ..
كذلك يجب أن يكون المسلم والمسلمة، ولو أنّ كل مسلم صدق الله، لتغيّر المجتمع من السيء إلى الأحسن ..
والمسؤولية على كل واحد منّا ، وبقدر ما يملك من طاقة، الرجال والنساء والأطفال ..
وكذلك الحكام والرؤساء ، هم مسؤولون أمام الله عز وجل ، وذلك بعد الموت ، ويوم القيامة ، حيث لا ألقاب ، لا جلالة الملك ولا صاحب الرياسة والفخامة .. ولكن: (فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ * وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ) [الزلزلة :99/7-8] .
6) المغفرة ليست بدون مقابل .. قال تعالى : (إِنّ الْمُسلِمِينَ وَ الْمُسلِمَتِ وَ الْمُؤْمِنِينَ وَ الْمُؤْمِنَتِ وَ الْقَنِتِينَ وَ الْقَنِتَتِ وَ الصدِقِينَ وَ الصدِقَتِ وَ الصبرِينَ وَ الصبرَتِ وَ الْخَشِعِينَ وَ الْخَشِعَتِ وَ الْمُتَصدِّقِينَ وَ الْمُتَصدِّقَتِ وَ الصئمِينَ وَ الصئمَتِ وَ الحَْفِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَ الْحَفِظتِ وَ الذّكرِينَ اللّهَ كَثِيراً وَ الذّكرَتِ أَعَدّ اللّهُ لهَُم مّغْفِرَةً وَ أَجْراً عظِيماً) [الأحزاب /35]
فلا بد من هذه الصفات العشر حتى تصل للمغفرة .. أما أن تقصّر ثم تقول : الله غفور رحيم .. فهذا أماني وغرور ، والله عز وجل يقول: (فَلا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلا يَغُرَّنَّكُم بِاللَّهِ الْغَرُورُ) [فاطر :35/5
اللهم إنا نسألك حبّك وحبّ من يحبّك وحبّ عمل صالح يقرّبنا إلى حبّك
اللهم اجعلنا هادين مهديين ولا تجعلنا ضالين ولا مضلين
اللهم فرّج عن إخواننا في العراق وفي فلسطين واجمع كلمة أمة محمد
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم